تقدير الضعف البشري وعدم تحميل الإنسان ما لا يُطيقه من العتاب واللوم، فيعلم المسلم أنّه يعيش في مجتمع متسامح بعيد عن الجلد الدائم والقسوة غير المحتملة.
ربّ العالمين يدعو سيدنا أبا بكر الصديق أن يعفوا عمن تكلّم في عرضِ ابنته: وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .
فقد قال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ .
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً".
لقد حدد الإسلام أن التسامح، ليس بواجب فرض، فلا يفرض على أي صاحب حق مادي أو معنوي أن يتنازل عن حقه، أو يسامح فيه، ولكن ذلك يتوقف على رغبته فقط.
العافين بعدَ ظُلمِهم أجرهُم على الله وهم أصحابُ عزيمة: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ، وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ .
لذا فقد دعا نبي الله بالرحمة لكل عبد تعامل باللين والتسامح خلال معاملاته التجارية، حيث قال –ﷺ-: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى“.
من المهم فهم أن التسامح ليس مجرد تلبية للواجبات الدينية أو الأخلاقية، بل هو أساس لبناء علاقات صحية ومجتمعات متناغمة.
لم يكن ذكر العفو والمسامحة مقتصرًا على آيات الامارات من القرآن الكريم، بل كان للسنة النبوية الشريفة نصيب من ذلك، حيث وردت مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تُمجد العفو والمسامحة ومن بينها:
إذا لم نكن تسامحين، فقد نواجه زيادة في الانقسامات والصراعات في المجتمع، وقد يتدهور نور السلم والاستقرار بشكل عام.
إنَّ التسامح هو الترفُّع عن الصغائر، وعدم الرد على الإساءة الموجَّهة إليك بإساءة مثلها، كما يعني أيضاً العفو عند المقدرة، واحترام عقيدة وثقافة وقيم الأشخاص الآخرين، وهو أساس العدل والحريات الشخصية عامة.
بالإضافة إلى أن التسامح أحد مظاهر الراحة النفسية التي تعم حياة الشخص المتسامح.
لقد كان النبيّ –ﷺ– متسامحاً كثير اللين مع من يقوم بخدمته أو يعمل معه.
إنَّ ثواب التسامح عند الله عز وجل كبير؛ لذلك فإنَّ الشخص المتسامح يجني ثمار تسامحه في الدنيا والآخرة.
Comments on “Detailed Notes on التسامح والعفو”